القائمة
العلاقات العراقية الإيرانية وأثرها على القضية الكردية في العراق

العلاقات العراقية الإيرانية وأثرها على القضية الكردية في العراق

شكّل موضوع العلاقات العراقية-الايرانية، ولايزال، محوراً مهماً من محاور تاريخ العراق المعاصر. وتنبع هذه الأهمية من طبيعة تلك العلاقات، وما اكتنفها من تعقيدات وأزمات أسهمت في دفع البلدين نحو أتون حرب مدمّرة بين عامي 1980-1988. ولم تكن تلك العلاقات الثنائية بمعزلٍ عن العلاقات والسياسات الاقليمية والدولية ايضاً، والتي كانت تدفع العلاقات بين البلدين باتجاه الانفراج حيناً، وباتجاه التأزم والتصعيد حيناً آخر كما ان كلاً من طرفي العلاقة حاول من جانبه استغلال أي" ثغرة" في الوضع الداخلي للطرف الاخر. بما يخدم اهدافه ومصالحه الخاصة. ويُعّد الموقف الايراني من القضية الكردية في العراق، ولا سيما بعد ثورة 14 تموز1958، مثالاً واضحاً على ذلك.
لقد كُتِب الكثير من البحوث والدراسات والمقالات عن موضوع العلاقات العراقية-الايرانية المعاصرة، لكن مُعظمها ركّز على مشكلات الحدود النهرية والبرية بين البلدين، لاسيما مشكلة شط العرب، وعلى ارتباطات ايران بالغرب عموماً، والولايات المتحدة الامريكية خصوصاً، وأثر تلك الارتباطات في العلاقات العراقية-الايرانية. ومع ان تلك الكتابات تضمنت بعض المعلومات والاشارات حول" الملف الكردي" في تلك العلاقات إلا أن تلك المعلومات والاشارات اتسمت بالايجاز والتعميم في اغلب الاحيان. ومن هنا تأتي اهمية هذه الدراسة التي بين ايدينا، والتي تتابع بشيء من التفصيل اثر العلاقات العراقية-الايرانية في القضية الكردية في العراق بين 14 تموز1958 و 8 شباط 1963. وقد كان الباحث سعيد خديده علو موفقاً في اختيار هذا الموضوع، وفي تقديري اِنه نجح، بما توفر لديه من وثائق ومصادر متنوعة، واٍشراف جيد من الزميل العزيز الدكتور ناظم يونس الزاوي، في اٍعداد دراسة جيدة في هذا المجال. فقد تابع الباحث العلاقات بين الدولتين في تلك الحقبة الزمنية وموقع القضية الكردية فيها. وقد أوضح الباحث بموضوعية موقف ايران من القضية الكردية في العراق والذي استهدف تحقيق غايتين مهمتين بالنسبة لايران وهما: اضعاف الحكومة العراقية وخلق البلبلة في العراق اولاً، وزرع بذور التفرقة بين الكرد والحكومة العراقية من جهة وبين الكرد انفسهم من جهة اخرى لمنع الحركة الكردية في العراق من التوسع والانتشار بشكل يؤجج المشاعر القومية لدى الكرد في ايران. وبأن ايران حاولت بكل الوسائل استغلال الحركة الكردية في العراق لصالحها.
لا اشك في ان هذه الدراسة ستملأ فراغاً في المكتبة التاريخية العراقية، وانها ستكون حافزاً لباحثين آخرين لمعالجة الحقب التي اعقبت عام 1963 من هذا الموضوع اعتماداً على الوثائق الكثيرة التي نُشرت بعد سقوط نظام حكم محمد رضا شاه بهلوي في مطلع عام 1979، والدراسات الكثيرة التي صدرت عن الكرد والقضية الكردية في السنوات الاخيرة. وان معالجة تلك الحقب، في ضوء المعلومات الوثائقية، يعني اِجلاء الغموض الذي لا زال يحيط جوانب عدة من هذا الموضوع، والخروج بدروس وعِبر مهمة لعل في مقدمتها أن بناء وحدة وطنية عراقية راسخة قائمة على اساس العدل والمساواة واحترام الآخر هو الضامن الأساسي لمنع التدخلات الخارجية في الشأن العراقي الداخلي.

تاريخ الإصدار: 2007

الناشر: دار دجلة للنشر والتوزيع

المؤلف: سعيد خديدة حلو

عدد الصفحات: 394

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان