الكفاية الإنتاجية في التطبيقات الهندسية

هنالك فلسفتان تعبران عن الاهتمام بدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية : إحداها مقترنة بالتوسع في انشاء الشركات الإنتاجية, والأخرى مقترنة بالدعوة إلى رفع مستوى الأفراد لزيادة الإنتاجية، ولكل من الفلسفتين منهجها ووسائلها لتحقيق أهدافها.
ولما كان تحسين الانتاجية يحتل ركنا أساسيا في التنمية فان العناية بمنهجه ووسائله تعدّ واحداً من المفاتيح التي تستطيع الادارة إستخدامها دون الحاجة الى زجّ استثمارات كبيرة في انشاءات جديدة أو التوسع في الكثافة الرأسمالية قبل استنفاذ الطاقات الكامنة التي تفجرها وسائل زيادة الانتاجية.
نعلم جميعا ان التعريف البسيط للإنتاجية : يتمثل في النسبة الحسابية بين كمية المخرجات من السلع والخدمات خلال فترة زمنية وكمية المدخلات التي استخدمت في تحقيق ذلك القدر من الانتاج خلال نفس الفترة وهذا يعني ان أي عامل مؤثر في الانتاج، أو في العناصر المكونة له (أو عليهما معا) لابد ان يكون له تأثيره على الانتاجية الكلية....وهذه العوامل كثيرة لا تقع تحت حصر ,ولكن لأغراض منهجية يمكن تقسيمها الى عوامل فنية وتنظيمية وتسويقية ومالية.
وتأتي أهمية هذا العمل انه جاء في وقت تشدّ فيه المنافسة العلمية على الأسواق وخاصة بعد انتشار فلسفة الانفتاح التجاري بين الدول التي اكدت الاهتمام بالنوعية والأسعار. وهذا يقود حتما الى الارتقاء بالإنتاجية لإحراز موضع قدم في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
ونظرا لان الأعمال المنجزة في مجال الانتاجية محدودة وقد جاء الغالب منها ضمن التصور الأكاديمي , فإن إدارات الانتاج تتطلّب تصورا آخر يرتبط بالكفاية الانتاجية من زاوية تفاعل عوامل الانتاج المادية والبشرية والاقتصادية.
ومن الجدير بالذكر , أن خطط الصناعة العربية افتقرت الى المدلول التنموي. فكان محورها حجم الاستثمار وليس إنتاجية العمل , مع التوجّه إلى الصناعات الاستهلاكية , وكانت النتيجة زيادة المديونية وبقاء الانتاجية على حالها , ان لم تتدهور نتيجة تدهور وسائل الانتاج وتقادمها( ).
غير أن السنوات الأخيرة بسبب تطور وسائل الإنتاج , عرفت تقدما واضحا في الإنتاجية خلال عام 1999 مقارنة بعام 1998 وارتفاعها بنسبة 18% لتصل إلى 75 دولار للعامل الواحد , ولكن هذه الإنتاجية تمثل 37% من إنتاجية العامل في الدول الأخرى (كوريا الجنوبية مثلا ) وحوالي 17 % من إنتاجية العامل في الدول المتقدمة ( الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا) ( ) الأمر الذي يستوجب المزيد من الاهتمام.

تاريخ الإصدار: 2007

الناشر: دار دجلة للنشر والتوزيع

المؤلف: عبد المعطي الخفاف

عدد الصفحات: 144