مبادئ الإدارة الحديثة

إذا أردنا التعريف للإدارة الحديثة وجدنا أنها القدرة على إدارة الذات والآخرين باقتدار يمكنهم من استكمال الموجودات بالحالة المثلى المنسجمة مع مستجدات. وبهذا المعنى فالإدارة تختلف عن مهارات العمل الأخرى.
ويشعر المدير، أحياناً، بالخذلان لأنه قد ضاع بين نظريات الإدارة المتعددة والمعقدة فيبحث عن مخرج من الممرات العقيمة إلى عالم فسيح يفجر فيه عناصر الإبداع الاداري وأول ما يقلق المدير سؤال تقليدي: هل هو منفذ أو قائد؟ والحقيقة أن القائد من يقود شخصاً واحداً أو أكثر وللتميز بين القيادة والإدارة لا بد من النظر إلى أن الإدارة تتعامل مع التحضير والتخطيط والقرار، أما القيادة فتتعامل مع كيفية تحقيق الإنجاز من خلال الاتصالات والتقويض والإشراف وبهذا المعنى فالاداري قائد للعاملين معه مباشرة والقائد مدير فعال، أي أن الفاصل تنظيمي لأن كل منهما مسؤول عن عمل وكلاهما فريق لتحقيق أهداف المنظمة.
وأهم ما يقلق المدير أن يعمل على تجنب الأخطاء الادارية التي تشعبت كثيرا في هذا العصر، فمنها ما يتعلق بالعاملين ومنها ما يتعلق بالأهداف، أو تفويض الصلاحيات، وأخرى تتعلق بالعملاء في استخدام التقنيات وربما هنالك أخطاء في التعامل مع الرئيس الأعلى.
إن العمل بدون أخطاء أمر مستحيل ولكن تقليل الأخطاء أمر ممكن وضروري لكل من يعمل في الإدارة، فالإدارة ليست إنجازاً فقط وإنما هي أداء أمانة للذات والفريق والمجتمع بما يؤمن التقدم المستمر للجميع.
إننا لا ندعو إلى التسطيح الذي يشوه المقصود وإنما إلى التبسيط الذي يقوم بتيسير الفهم المتبادل بين العاملين وذلك باعتماد الوضوح والواقعية والقرارات المشتركة ثم التنفيذ بآلية حديثة ملاءمة لظروف العمل وخلق بيئة إدارية تجعل الجميع يشعر بالرضا والأمل ويعمل من أجل التقدم.
وجاء وضع هذا الكتاب لتيسير المعلومات إلى المهتمين بشؤون الإدارة والتعرف على أحدث الأساليب التي بدأت تتشكل في السنوات العشر الأخيرة، مما يساعد على تفهم طبيعية العمل الاداري المعاصر والتغييرات المتسارعة التي تحدث حولنا من خلال منهجية أساسها التعليم الذاتي ونوافذ عديدة لنماذج عملية في الإدارة تصلح أن تكون دليلا للإدارات التي تعاني من تشويش في بعض جوانب العمل.
نود أن نؤكد: أن اعتماد التعليم الذاتي في الإدارة، في حالة توفر مصادر المعلومات، يقود إلى تنمية مهارات المدير محلياً، وصولاً إلى مهارات المدير العالمي "Global Managar" الذي يستطيع التفاهم والتخاطب مع أي مدير في العالم وبمستوى متماثل.
ويشتمل الكتاب على جداول ومخططات توضح الكثير من التشابكات الادارية المعقدة وتصلح نموذجا لتكوين دراية متميزة في علم الإدارة الحديثة، وذلك بلغة واضحة وعرض شمولي للتراث الإنساني دون إغفال جهود العرب الأوائل في الإدارة والتنظيم.
يقع الكتاب في أحد عشر فصلاً تتناول في مجموعها مفهوم الإدارة وبيئة العمل والتخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه والرقابة والتطوير وفصل خاص عن الإدارة والمستقبل والجديد في الفكر الاداري للمرأة المديرة وإدارة المتميزين والإدارة التفاعلية والإدارة الإلكترونية.
إن الإدارة بهذا المفهوم تعكس الروح الأساس للعصر الحديث وتقول لنا أن الصعود إلى القمة يتطلب مجهودا وإبداعا.

تاريخ الإصدار: 2007

الناشر: دار دجلة للنشر والتوزيع

المؤلف: عبد المعطي الخفاف

عدد الصفحات: 174