القائمة
القضاء في مصر والشام في العهد الأيوبي

القضاء في مصر والشام في العهد الأيوبي

لقد كان المذهب الشيعي الاسماعيلي هو التشريع الذي تستند عليه الدولة الفاطمية في القضاء، وعلى أساسه قاموا بتولية القضاة مهامهم, وعد قاضي القضاة الموظف الأعلى في تلك المؤسسة، وناب عنه في الاقاليم قضاة يحكمون وفق عقائد ذلك المذهب، وكان يتولى منصب قاضي قضاة الفاطميين في المغرب ابوحنيفة النعمان المغربي الاسماعيلي, وعندما انتقلت الخلافة الفاطمية الى مصر سنة (358هـ/969م) تم بناء القاهرة واتخذت عاصمة للخلافة الفاطمية بمصر .
تطور نظام القضاء في مصر بعد انتقال المعزلدين الله (341-365هـ/953-975م) اليها، واهتم الفاطميون منذ البداية بالنظام القضائي واتخذوه وسيلة لنشر الدعوة الاسماعيلية، وتولي ابناء واحفاد النعمان منصب قاضي القضاة في الخلافة الفاطمية بالقـاهرة قـرابة نصف قرن وكان علي بن النعمان أول من لقب بقاضي القضاة بالديار المصرية.
شعر السنة بالخطر بعد ظهور رغبة الفاطميين تعيين القضاة الشيعة, بعد ان أشرك المعزلدين الله قاضياً مغربياً مع القاضي السني الذي حكم بالقاهرة وشاركه سلطته وذلك مما ساهم في ازاحة القاضي السني عن الساحة، ومن ثم جعل رئاسة القضاء بيد الاسماعيلية الشيعة كان يـعهد الى قاضي القضاة الفـاطمي الدعوة الى المذهب الاسماعيلي، والنظـر في الاوقاف والمساجد والنظرفي الاحكام الشرعية فضلاً عن الاشراف على دور الضرب وضبط عيار النقود.
وكان يساعد القاضي في عمله مجموعة من المساعدين، ولأهمية مؤسسة القضاء وعلاقتها بمصير الرعية، فقدكان الخليفة يتدخل اثناء حدوث أي تجاوز فيها، ففي سنة (541هـ/1146م) كتب الخليفة الفاطمي الحافظ الدين الله ابو الميمون عبد المجيد (525-544هـ/1130-1149م) الى قاضي ثغر عسقلان الاشرف ابي المجد علي البيساني-والد القاضي الفاضل-جاء فيها ((...وقد انتهى الى حضرة اميرالمؤمنين ان قوما من اهل ثغر عسقلان حماه الله قد صاروا يودون توقيعات بقبول اقوالهم من غير تزكية من شهوده المعروفين بالتزكية لهم مع كونهم غير مستوجبين للشهادة ولامستحقين لسماع القول فانكر امير المؤمنين ذلك من فعلهم وخرج على أمره بان لايسمع قول شاهد ولايتقدم لخطابة ولا لصلاة بالناس و لا لتلاوة في موضع شريف الا من زكاه اعيان شهود الثغر المحروس...)).
وسمح الفاطميون لأهل السنة اقامة شعائرهم الدينية وفق مذاهبهم وتعاطفوا مع مذهب الائمة الثلاثة المالكية والشافعية والحنبلية في العمل بمذهبهم بيد انهم منعوا العمل بمذهب الامام ابي حنيفة لانه كان مذهب منافسيهم العباسيين في بغداد، أما بالنسبة للمدارس فعلى حد قول ابن واصل ((...لم يكن بمصر للشافعية ولالغيرهم مدرسة،لأن الدولة إسماعيلية ولم يكن لهم ميل إلى شيء من هذه المذاهب...))

تاريخ الإصدار: 2007

الناشر: دار دجلة للنشر والتوزيع

المؤلف: لولاف سليم الاتروشي

عدد الصفحات: 412

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان