القائمة
الإنسان بين التسيير والتخيير

الإنسان بين التسيير والتخيير

بين الجبر والاختيار في الحياة مسيرون فننجو أم مخيرون فـ

كما هي العادة خَوْفناَ البعض عن الخوض في هذا الأمر وكأننا سنخوض في الذات الإلهية، ونصحونا أن نكف عن ذلك، وهذا أبعد ما يكون عن ما يدور في فكرنا، هناك فرق أن تبحث في الذات الإلهية وفى أن تبحث في القوانين والقواعد التي وضعها الله لعمارة الكون، لا سدود ولا حدود ولا موانع ولا حرام في البحث في القوانين والقواعد التي تسير الكون وتسير الإنسان في حياته على الأرض، وأين سيذهب وما سيئول إليه مآله بعد أن يترك حياته على الأرض .
وأقول لأصحاب هذه النصيحة، شكراً على النصيحة، لكنى لا ولن أعمل بها، أننني أفضل الأمواج، وأن شوقي الأعظم لما لا أعلم، ما علمته قد ربحته، أطمع في ربح ما لا أعلم لأتعلم منه شيئاً جديداً .
هناك مرض للمتفوقين هو الاندهاش والشك، ويقال إن الشك أول اليقين، لو لم يندهش نيوتن من سقوط التفاحة لأسفل، ما أوجد قوانينه، لو لم يندهش ستيفنسون لغطاء براد الشاي الذي يتلاعب بتأثير البخار، ما حدثت الثورة الصناعية، الأبداع هو الاستجابة المغايرة للإحداث.
يقول عبد الله القصيمي في كتابه " هذا الكون ما هو ضميره "، حتى الأنبياء والزعماء الروحيين لم يكونوا إلا شكاً، لقد بدأ نبوغهم بالشك فيما يعبد قومهم وما حولهم من آلهة، فهل لو لم يصابوا بالشك فيما هو كائن حولهم هل كان من المحتمل أن يكونوا أنبياء، أو تهبط عليهم الرسالات من السماء لو كانوا اتبعوا عقائد قومهم، هبطت عليهم الرسائل تأييداً لشكهم فيما هو قائم، وأتوا بما هو جديد .
وفى حديث مشهور أن قوماً سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشك فقال
"" ذاك محض إيمان ""
وفى حديث آخر
""" نحن أولى بالشك من أبراهيم ""

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: مصطفى حسن علي

المؤلف: مصطفى حسن علي

عدد الصفحات: 382

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان