كاملة الشفاء بالرسومات الهندسية

قد تبدو من النظرة المبدئية أن بعض الفصول في هذا الجزء من الموسوعة غير مترابطة وليس لها علاقة بالغرض الأساسي من هذا الجزء من الموسوعة، لكنى أقول أن هذا الانطباع قد يكون غير دقيق، ما رغبت فيه هو الغوص في عمق الفكرة وليس العرض السطحي للأمر، هناك صائد كل همه أن تلتقط السمكة الطعم، وآخر يفضل أن يعرف نوع السمك في هذا البحر، وما هو الطُعم المفضل لكل نوع من الأسماك، والعمق الذي يسبح فيه كل نوع، والشهر الأنسب لصيد هذا النوع، وأي ساعة من النهار، ودرجة الملوحة في هذا البحر، ثم يقرر في أي بقعة وأي وقت ونوع الطعم، رغم أنه يعلم أن رزقه على الله، لكن يفضل أن يكون هو نفسه جزءاً من الحدث حتى وإن لم يوفق في الصيد، فقد عاش الموقف وليس مجرد شخص مر مصادفة ولم يشعر بالحدث ولم يشعر الحدث به، لذا أدعوك للصبر فكل الأجزاء تكمل بعضها .
الشفاء بالرسومات الهندسية تعبير غريب على الأسماع، لكن بالتبحر في هذا العلم سنكتشف معاً أشياء مذهلة، لو عرضت على من ثلاثين عاماً لرفضتها تماماً، وكنت فعلاً قد رفضتها، وظللت أقاوم وأرفض ومع الدراسة والبحث تراجعت المقاومة ولان الرفض، وبدأ القبول على استحياء ثم الاقتناع تلته الحماسة وبدأت الدلائل تترى واحدة بعد أخرى .
يقول جيمس آلن وهو كاتب وفيلسوف وشاعر، ولد في إنجلترا وكانت
أعماله جميعًا تدور حول العقل وقدراته والأفكار وأثرها على حياة الإنسان ومصيره يقول :
كل ما يصنعه المرء نتيجة لما يدور في فكره، فكما ينهض المرء على قدميه وينشط وينتج بدافع من أفكاره، كذلك يقبل ويرفض ويمرض ويصح بدافع من أفكاره أيضاً .
وحاول العلماء إيجاد نظرية لعمل العقل لكن لم يستطيعوا، فالعقل لا يعمل بطريقة سهلة بسيطة، فعمل العقل مثل التعامل مع ألف كمبيوتر في نفس الوقت، وكل كمبيوتر يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين .
والذكاء هو إدراك جزء من العقل أن هناك أجزاء أخرى منه قادرة على مساعدته وابتكار الحلول للمشكلة التي عجز هذا الجزء عن حلها، العقل يستخدم كل أساليب الخداع والقوة والتحايل والفرار والمقاومة والشجاعة والجبن والهجوم والدفاع ليصل إلي مهمته الأساسية، وهي أن ينجو بنا لنصل إلي الغد.
كيمياء العقل تجعلنا نشعر أولاً ثم نفكر بعد ذلك، خاصة عندما نكون في مواجهة مع معلومات جديدة، الأحاسيس والعواطف لها ثقل أكبر من التفكير في الدماغ، وذلك حقيقة علمية، المشكلة أن الأحاسيس قد تكون حلوة ورائعة، لكن المشكلة أنها قد تكون خاطئة أيضا، وهذه هي الطريقة التقليدية في اتخاذ القرار، فعندما تعتقد أن عقلك ما زال يعمل في بداية صنع هذا القرار، تكون في الواقع أحاسيسك قد سبقت وقررت .

والحل :
هو عدم اتخاذ قرارات متسرعة، وإعطاء عملية التفكير فسحة من أكبر من الوقت مع الحصول على معلومات أكثر عن الموضوع المطروح للتفكير، القرار الأول قد يكون متسرعا وليس القرار الصائب .

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: مصطفى حسن علي

المؤلف: مصطفى حسن علي

عدد الصفحات: 333