رحلة فى عالم البرزخ الجزء الثامن

اختلط الواقع بالخيال في هذا الجزء من الموسوعة، لكن الواقع هو الغالب وهو المطلوب، وليس الخيال سوى الإطار لإظهار الصورة، الصورة التي قد تبدو للبعض غريبة، لكن عودتنا الحياة أن يكون الواقع أغرب من أقصى حدود الخيال .
الخيال في هذا الكتاب ليس سوى المطية لإظهار ما يبدو خيال، لكنه واقع.
وأدعو القارئ الكريم أن لا يكون أسير ما استقر في فكره، فأفكارنا ليست في الحقيقة أفكارنا، بل هي ما زرعه فينا الآخرون، الآباء والمدرسون والدعاة والأصدقاء ووسائل الإعلام والإعلان، أدعوك للخروج من الإطار الذي وُضع لنا ويجمد أفكارنا، وبعد الاطلاع بفكر منفتح لك أن تقبل أو ترفض، سيكون هنا القرار قرارك أنت وليس ما فرض عليك .
بعد أن تقدم بي العمر وعلى نار هادئة استدامت بمرور الأعوام الطوال من عمرى، أصبح يخطر في بالى دائما المخلوق الرائع وهو الإسفنج، الإسفنج نعرفه مخلوقا حيا في قيعان بعض البحار وميتا معلقا في حماماتنا، وهو حي في قاع البحر يتشبع بالماء يمتص منه العوالق وما يريد لإكمال وتمام نضجه، ثم ينقبض طاردا الماء بما يحمله ولا يريده، ثم يمتص جرعة جديدة من الماء ليمتص منها ما يريد ويرغب وهكذا دواليك، أما القطعة الأخرى الميتة المعلقة على حائط حمامنا فلا حول لها ولا إرادة، تمتص الماء وتتشبع به ولا تأخذ ولا تعطى تمتلئ فقط .
بعد تقدم العمر أصبحت أتمثل بالإسفنج الحي، أستمتع وأطلع على الكثير دون رأى مسبق وفكر مفتوح، ثم أنقبض على الغنيمة مستمتعا بما ارتاح له فكرى طاردا ما أعتبره غثاءً، ومن الغريب أنه يحدث أحيانا بعد لأى من الزمن أن أعود لما اعتبرته غثاء السيل لأكتشف أن به ما يستحق، وأن قراري القديم لم يكن بالنضج الكافي وشابه التسرع، لذلك أدعوك عزيزي القارئ أن تكون إسفنج حيا.

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: مصطفى حسن علي

المؤلف: مصطفى حسن علي

عدد الصفحات: 400