جموح الفراشة

تكاسلت أشعة الشمس بعد التعب من الجري طوال النهار، أخذت تعود متباطئة إلى حضن أمها، تتمدد فيه لترتاح، تحيّرت في أي مكان ستنام؟ في ظلال الغسق أو في جزيرة مظلمة خلف حديقة القمر، أو في مغارة مدفونة في بطن جبل سماوي خلف ظهر النجوم، أم في نهاية الأفق البعيد عند التقاء الأرض والسماء . في تلك الليلة تغيّبت الشمس ولم يرها أحد، لم تزر أي مكان مما أرادت الذهاب إليه، اختفت خلف السماء دون أثر. لكن في المساء التالي رأى الشيخ سلامة، قبل أن يكون شيخا، بعينيه الشمس، تنزل متباطئة عارية بكل فجور للبحر، عند شواطئ المغيب دون خجل أو وجل، كأنما تعرض على الناس مفاتنها دون أن تحسب لثرثرات البشر أي حساب، لتتبرّد من جحيم نهار صيف حارق امتدّ على طول مساحة النهار .

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع

المؤلف: محمد عبدالله النجار

عدد الصفحات: 370