لماذا لا تطير الكلاب؟

لا شيء أصعب من مواجهة الحقيقة، إنّها اللحظات التي يترك الإنسان علمه! وقوته! ويسقط منه كلّ ما يحمل من ألقاب! استسلاما للضعف أمامها، فيهرّ الجسد ككومة قشّ، وتفلّ منه المشاعر كسجناء لم يروا الشمس يوما، كادت الزنازين أن تطمس حواكيهم للأبد. إنها لحظة الحرية المطلقة، لا قيد على الدمع، لا جدران حول الصرخات، وتتملص الروح من حدود جسدها. كم رأينا من باك في لحظات فرح! من كسر قيد دمعه! كم رأينا جسدا يرقص فجأة في لحظة ضجيج!! من دس تلك الموسيقى إلى عظامه فتحركت! درب من الجنون، خيال منعدم النظير، حيث تغيب التفسيرات وتعاب التساؤلات! كانت دقات قلبه أسرع من خطوات قدميه، عقله شارد خارج حدود عمامته البيضاء، جسده يركض أمامه، كلّه ذاهب نحو باب بيتها، ذلك البيت الحرام عليه! بيت زينه الشيطان بغلاف حبّ زائف، سيطيح بما تبقى من نقاء الإمام!

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع

المؤلف: كرم نعيم صمصوم

عدد الصفحات: 237