القائمة
الخروج للمرة الأخيرة

الخروج للمرة الأخيرة

كالجنين في بطن أمه وهو يخرج للدنيا أول ما يرى النور ثم يتنفس، ثم يبحث عن الطعام في ثديي أمّه! وها أنا أولد من جديد في مكان لا أعلمه - حتى إني لا أتذكر كيف دخلت إليه - إلى أن رأيت النور بعد اكتشافي لذلك المصباح وهو قنديلٌ يعمل بطاقة الإيثانول المخزّنة على شكل مفاعل مصغّر مثبّت في قاعدته الدائرية، يعلوها زجاجٌ مخروطيٌّ مقاومٌ للكسر ينتهي بقبّة معدنية، القنديل ضوؤه أبيض شديد الإضاءة؛ ما بدّد شعوري بالخوف . قمت أتفقد المكان لأجده كما قدّرته في الظلام لا يزيد عن تسعة أمتار، لا شيء فيه إلّا أنا ومصباحي، ما أخافه الآن هو نقص الأوكسجين؛ فمكانٌ مغلقٌ كهذا يستنفد مخزونه من الأوكسجين خلال ثلاثة أو أربعة أيام على الأكثر، نظرةٌ للأعلى - بعد أن حملت المصباح لأقصى ارتفاع وصلت إليه يدي - لا توحي بشيء ولا يظهر ارتفاع الحجرة، كأنها تمتدّ للأعلى بلا نهاية واضحة؛ مما يعزز مخزون الأوكسجين فيشعرني بالاطمئنان، عدت لمقدمة الغرفة حيث المكان المفضّل لديّ لأترك المصباح معلّقا أمام رأسي وأجلس مطرقا مفكّرا في المطلب الثالث ألا وهو المأكل والمشرب، أنظر إلى المصباح المتدلي فوقي ليلمع الضوء في عيني وأنا أرى على القمة المعدنية كلمات مكتوبة بلغة أعرفها؛ إنها اللغة السريولابية أو SLA “عندما تولد اعلم أنّ كلّ أسرار الحياة في حبلك السريّ؛ فاقطعه ولكن لا تنسه!”

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع

المؤلف: احمد محمد عبدالحميد ابو النجا

عدد الصفحات: 389

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان