قواعد الحياة الذهبية

"البعض منا يشعر بأنه أحيط به...لا يجد مخرجًا..
هناك من يشعر بأنه سجينٌ في علاقة ما، لا يستطيع التراجع أو الهروب؛ لأن هروبَه منها سيترتب عليه أشياء مخيفة ومفجعة، وربما يتأثر مَن لا ذنب لهم بقراره، وربما تكون علاقات لا يستطيع الفرارَ منها حتى باختياره، إذ إنها فُرضت عليه فرضًا!
يقال: ‏(إذا أحسستَ بأنّكَ ركبتَ القطار الخطأ؛ فانزل فورًا في المحطة التالية، فكلّما طالت المسافة، زادت تكلفة العودة!(
ولكن أحيانًا يكون مجرد التفكير في النزول من قطار الحياة الراهنة، به رفاهية لا يمكن أن تطبَّقَ على أرض الواقع!
لذلك ...عندما يطرح عَلَىَّ أحدهم مشكلة، ويكون الابتعاد والهروب، أو حتى المواجهة أمرًا مستحيلًا، أنصح على الفور الشخص بأن يرتب لنفسه مكانًا مريحًا في حياته الراهنة..
ولكن كيف؟
هل من طريق أن يجدَ لنفسه علاقة مريحة في العالم الافتراضي، مثلًا، تعوّضه عمَّا لا يجده في حياته الحقيقية؟
بالطبع لا، وألف لا، فإنَّ أيّ شيءٍ تختاره أيّها الإنسان لراحتك، عليه أن يكون اختيارًا مريحًا فعلا، أي، لا غبار عليه .. حقيقيًّا وليس افتراضيًّا.. شيئًا باقيًا، يُحدث تغييرًا حقيقيًّا إيجابيًّا داخلك، ولا تخجل من مواجهة الناس به، بل ربما تفتخر، ويزيد من ثقتك بنفسك، فتحبها.
وهذا لن يكون إلَّا بأن تنزل فعلًا من القطار، ولكن قطار تفكيرك أنت!
نحن نظل تائهين في هذه الحياة، وأحيانًا نضِلّ السبيل أثناء بحثنا عن مكان لنا في حياة الآخرين، وننسى أن نبحث لأنفسنا عن مكان داخلنا.. نبحث عن النور الذي وضعه الله تعالى فينا.. نشجع أنفسنا، ثم ننهض..
نشغل أنفسنا بما نحب، فنفعله بحبٍّ..
نهتمّ بصحتنا... نهتمُّ بمظهرنا.. ببساطة، أنفسنا بأنفسنا، فهي مسؤوليتنا وحدنا.
علينا أن ننهض؛ كي نرتب لأنفسنا مكانًا مريحًا."

تاريخ الإصدار: 2025

الناشر: دار ملهمون للنشر والتوزيع

المؤلف: نرمين الشناوي

عدد الصفحات: 181