القائمة
أحد البيوت

أحد البيوت

نعم يغفو الاحمق "كالثور" الذي لا يحفل بشيء، فلبس بمقدور بوق أو مدفع أو حتى زلزال أن يوقظه، زلم لا؟ طالما كلّ شيء متاح له مجاناً من دون عناء، ولا بدّ أن يُنهي دراسة الحقوق، إن لم يكن في هذا العام، ففي نهاية العام القادم.
استرعى نظر إسكندر فجأة غطاء لحاف أخيه، إنه غطاء جيد، ذو لون أخضر فلزّي مائل إلى الاصفرار، يكسوه زهرُ أبيض.
أجل كان في غاية الجدة. أما غطاؤه هو فقد كان قديماً متّسخاً مرقّعاً هنا وهناك.. كان إسكندر يدرك كلّ شيء جيداً، فهو كان يوماً محطّ آمال الأسرة حين كان والده يعمل مديراً لمحطة في منطقة نائية، عقدوا عليه الآمال بأن يدرس، وينال الثانوية والشهادة الجامعية فيصبح محامياً، ينقذ والده من متاعب المحطات النائية التي تكاد لا تنتهي، لتلتف من حوله أسرته في مكتب أنيق في المدينة النابضة في الحياة.
تنهّد إسكندر..
في تلك الأيام لم يكن غضب أبيه ليطول أسابيع كما هي الحال في هذه الأيام، وكانت أمه وأخته تحومان حوله، تلبان رغبته مثلما تفعلان اليوم بأخيه (أردال) تماماً، وتأتيان له بالمحارم والجوارب وحتى بأحذيته الموحلة.

تاريخ الإصدار: 2022

الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع

المؤلف: أورهان كمال

عدد الصفحات: 371

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان