القائمة
المنعرج الفلسفي

المنعرج الفلسفي

أثر فلسفة اللغة في تحول الخطاب الفلسفي المعاصر

إذا كانت الفلسفة قد اعتمدت سابقًا على الميتافيزيقا واللاهوت من جهة، وعلى العقل والعلم من جهةٍ أخرى، في إحداث التحول في الخطاب الفلسفي، فإنها هنا تعتمد على اللغة في تحقيق ذلك المنعطف المنشود.
والسؤال بالتالي هو: هل عملت الفلسفة على استخدام اللغة للتعبير عن غايتها في التحول الفلسفي، والحديث، إذًا، عن "انعطافة فلسفية"، أم إن اللغة هي التي استعملت الفلسفة لتحقيق "الانعطافة اللغوية"؟
يعتقد المؤلف بأولوية الفلسفة على اللغة، لأنَّ الفلسفة هي التي أرادت أن تستخدم اللغة في التعبير عن نفسها، ومن ثمَّ فإن مباحث فلسفة اللغة إنّما قادتها أقلام فلسفيّة، وليس أقلامًا نحويّة أو لغويّة، وهذا يؤكّد أن اللغة لا تتعدى كونها أداة تم استخدامها فلسفيًا، لغاية إعادة النصاب إلى الفلسفة، عن طريق إعادة اندغامها في الواقع الذي تغرّبت عنه نتيجة الإسراف في الميتافيزيقا. وبالتالي، يمكن لنا أن نقول إن اللغة أداة تم استخدامها فلسفيًا للإفلات من نسقية الفلسفة، أو هرميتها. ولكن لهذه الأداة سابقة خطيرة تتمثل في كونها تتحدث عن نفسها، فتحولت بذلك من أداة تعبيرية مُنفعلة بفعل الحدث الفلسفي، إلى فاعلة ومُنتجة باعتبارها بؤرة التفلسف.

تاريخ الإصدار: 2024

الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع

المؤلف: حيدر جوده

عدد الصفحات: 228

تطبيق ألف كتاب وكتاب

حمل التطبيق الآن واستمتع بقراءة كتبك المفضلة في أي وقت وأي مكان